هناك أربعة أنواع أساسية من البشرة السليمة: البشرة العادية والبشرة الجافة والبشرة الدهنية والبشرة المختلطة. يتم تحديد نوع البشرة عن طريق الوراثة. ومع ذلك، يمكن أن تختلف حالة بشرتنا إلى حد كبير بحسب العوامل الداخلية والخارجية المختلفة التي تتعرض لها.
بنية البشرة
البشرة جهاز ديناميكي متغير باستمرار ويتكون من ثلاث طبقات رئيسية - البشرة الخارجية والأدمة وتحت الجلد - وكل واحدة منها تتكون من عدة طبقات فرعية. ملحقات البشرة - كالمسام والغدد الدهنية والغدد العرقية - تلعب أيضا أدواراً مختلفة في وظيفتها العامة.
البشرة الخارجية
البشرة الخارجية هي الطبقة التي نراها ونلمسها، وهي تحمينا من السموم والبكتيريا وفقدان السوائل وتتألف من خمس طبقات فرعية من الخلايا الكيراتينية. هذه الخلايا التي يتم انتاجها في الطبقة القاعدية الأعمق، تهاجر نحو سطح البشرة، فتنضج وتخضع لسلسلة من التغييرات خلال هذه العملية المعروفة بالتقرن والتي تميز كل من الطبقات الفرعية.
1. الطبقة القاعدية: الطبقة الأعمق حيث يتم إنتاج الخلايا الكيراتينية.
2. الطبقة الشائكة: تنتج الخلايا الكيراتينية الكيراتين (األياف البروتين) وتأخذ شكل مغزلي.
3. الطبقة الحبيبية: تبدأ عملية التقرن - تنتج الخلايا حبيبات صلبة وعندما تدفع نحو سطح البشرة، تتحول هذه الحبيبات إلى الكيراتين ودهون الجلد.
4. الطبقة الواضحة: يتم ضغط الخلايا بإحكام وتبسيطها بحيث لا يمكن تمييزها عن بعضها البعض.
5. الطبقة القرنية: الطبقة الخارجية للبشرة مع متوسط نحو 20 طبقة فرعية من الخلايا المبسطة والميتة بحسب موقع البشرة من الجسم. وتفصل هذه الخلايا الميتة بانتظام في عملية تعرف بالتقشر. الطبقة القرنية هي أيضا موطن لمسام الغدد العرقية وفتحات الغدد الدهنية.
الخلايا في الطبقة القرنية ملتصقة ببعضها البعض من خلال الدهون في البشرة الخارجية. و هذه الدهون ضرورية لبشرة سليمة لأنها تخلق حاجزاً واقياً وتجمع الترطيب. عندما يكون هناك نقص في الدهون، تصبح البشرة جافة و ذات ملمس خشن و مشدود.
يغطي البشرة الخارجية مستحلب من الماء والدهون يعرف بطبقة الهايدروليبيد. و هذه الطبقة، التي تعمل إفرازات الغدد الدهنية و العرقية على حمايتها، تساعد على إبقاء بشرتنا مرنة وتعمل كحاجز آخر ضد البكتيريا والفطريات.
يحتوي الجزء السائل من هذه الطبقة و المعروف بالغلاف الحمضي الواقي على:
• Lactic acid والأحماض الأمينية المختلفة الناجمة عن العرق.
• الأحماض الدهنية الحرة الناتجة من الزهم.
• Amino acids و pyrrolidine carboxylic وعوامل ترطيب طبيعية أخرى (NMFs) تنتج بشكل أساسي من عملية التقرن.
يعطي الغلاف الحمضي الواقي البشرة السليمة درجة حموضة معتدلة أي ما بين 5.4 و 5.9. وتعتبر هذه الحموضة بيئة مثالية:
• لتزدهر الكائنات الحية المجهرية الصديقة للبشرة المعروفة باسم (فلورا البشرة) وليتم تدمير الكائنات الحية المجهرية الضارة.
• لتشكيل دهون البشرة الخارجية.
• للإنزيمات التي تتحكم بعملية التقشر.
• لمنح الطبقة القرنية القدرة على إصلاح نفسها عندما تتلف.
تساوي سماكة البشرة في معظم أجزاء الجسم حوالي 0.1 ملم كحد اقصى، إلا أنها أرق بكثير حول العينين (0.05 ملم) وأكثر سمكاً (بين 1 و 5 ملم) في باطن القدمين. لمعرفة المزيد اقرأ فهم البشرة في أجزاء الجسم المختلفة و كيف تختلف البشرة بين الذكور والإناث.
الأدمة
الأدمة هي طبقة البشرة الوسطى وهي سميكة ومرنة ولكن ثابتة وتتكون من طبقتين فرعيتين هما:
• الطبقة السفلية (أو الطبقة الشبكية): هي منطقة عميقة وسميكة وتشكل مع السوائل حاشية تحت البشرة.
• الطبقة العليا (أو الطبقة الحليمية): تشكل طرف مموج ومحدد مع البشرة الخارجية.
مكونات الأدمة البنيوية الرئيسية هي الكولاجين والإيلاستين، وتعطي هذه الأنسجة الضامة القوة والمرونة وهي من المكونات الحيوية الأساسية لبشرة سليمة ذات مظهر يافع. هذه الألياف هي جزء لا يتجزأ من مادة هلامية (تحتوي على hyaluronic acid) ولها قدرة عالية على تجميع الماء وتساعد في الحفاظ على حجم بشرتنا.
يؤثر نمط الحياة والعوامل الخارجية مثل الشمس والتغيرات في درجة الحرارة على مستويات الكولاجين والإيلاستين وعلى بنية المادة المحيطة بها. يتباطأ إنتاجنا الطبيعي للكولاجين والإيلاستين مع تقدمنا في العمر وتضعف قدرة بشرتنا على تجميع الماء، فيسوء مظهر البشرة وتظهر التجاعيد. اقرأ المزيد في العوامل التي تؤثر على البشرة وكيف تؤثر الشمس على البشرة وشيخوخة البشرة.
تلعب الأدمة دورا أساسياً في حماية الجسم من التأثيرات الخارجية والمهيجات فضلاً عن تغذية الطبقات الخارجية للبشرة من الداخل:
1. يساعد ملمسها السميك والثابت على تخفيف حدة الضربات الخارجية، وهي تحتوي على الأنسجة الضامة مثل الخلايا الليفية والخلايا المناعية التي تساهم في التئآم الجروح عند حدوث ضرر.
2. وهي غنية بالأوعية الدموية التي تغذي البشرة أثناء إزالة المخلفات.
3. إن الغدد الدهنية (التي تنقل الزهم الجلدي أو الدهون إلى سطح البشرة) والغدد العرقية (التي تنقل الماء وlactic acid إلى سطح البشرة) كلاهما موجود في الأدمة. و تتحد هذه السوائل مع بعضها لتشكل طبقة الهايدروليبيد.
1. الأوعية الليمفاوية.
2. المستقبلات الحسية.
3. جذور الشعر: طرف البصلة حيث ينمو الشعر
الطبقة تحت الجلدية (أو اللحمة)
تخزن الطبقة الأعمق من بشرتنا الطاقة حين تبطن الجسم و تعزله. و تتكون بشكل رئيسي من:
• الخلايا الدهنية: تتجمع معاً في مجموعات تشبه الوسادة.
• ألياف الكولاجين الخاصة (تسمى حواجز الأنسجة أو الحدود): أنسجة ضامة اسفنجية وسائبة تجمع الخلايا الدهنية ببعضها البعض.
• الأوعية الدموية.
يختلف عدد الخلايا الدهنية الموجودة تحت البشرة في أجزاء الجسم المختلفة. كما يختلف توزيع الخلايا الدهنية بين الرجال والنساء، و بنية أجزاء أخرى من البشرة أيضاً.
تتغير البشرة خلال حياة الإنسان. لمعرفة المزيد اقرأ البشرة في أعمار مختلفة.
وظيفة البشرة
البشرة ضرورية لصحتنا وعافيتنا بشكل عام. تعمل البشرة السليمة كحاجز بين العالم الخارجي وداخل الجسم وهي أول و أفضل دفاع لدينا ضد:
البرد والحرارة وفقدان الماء والإشعاع: بما أنها الطبقة الخارجية من البشرة، تلعب الطبقة القرنية دوراً محورياً في حماية الجسم من البيئة والحد من نقص كمية الماء من البشرة.
تحتوي الطبقة القرنية على عوامل الترطيب الطبيعية (NMF) - المتأتية من الزيوت الدهنية للطبقة القرنية بما في ذلك lactic acid و urea. فترتبط بالماء وتساعد في الحفاظ على مرونة وثبات وليونة البشرة . و تفقد البشرة الرطوبة إذا نضبت هذه العوامل. عندما تقل الرطوبة في الطبقة القرنية عن 8 إلى 10٪ تصبح البشرة خشنة وجافة وعرضة للتشقق.
عندما تتعرض البشرة للأشعة فوق البنفسجية UV بشكل متكرر، يزداد إنتاج الميلانين في الطبقة القاعدية وتثخن البشرة لحماية نفسها مما قد يؤدي إلى فرط التصبغ. اقرأ المزيد في كيف تؤثر الشمس على البشرة.
الخلايا الدهنية تحت الجلد تعزل الجسم من البرد والحرارة أيضاً.
الضغط و الحك و الضربات: كما ورد سابقاُ، تشكل البشرة طبقة الدفاع الأولى. و توفر الخلايا الدهنية تحت الجلد التبطين الذي يعمل على امتصاص الصدمات وحماية أنسجة العضلات واللفافة (النسيج الليفي الذي يحيط العضلات) أسفل البشرة.
عندما تتعرش ابشرة لمهيجات خاجية تثخن الطبقة القرنية، فمثلاً عندما تتكون الجسآت على الأيدي أو الأقدام المعرضة للفرك المتكرر.
المواد الكيميائية: تساعد القدرة العازلة لطبقة الهايدروليبيد والغلاف الحمضي الواقي على حماية الجسم من المواد الكيميائية القلوية الضارة. اقرأ المزيد في العوامل التي تؤثر على البشرة.
البكتيريا والفيروسات: تشكل الطبقة القرنية للبشرة والغلاف الحمضي الواقي حاجزاً ضد البكتيريا والفطريات. إذا اخترق أي شيء خط الدفاع الأول هذا، يستجيب له الجهاز المناعي للبشرة.
البشرة متعددة المهام وتلعب أدواراً أخرى كثيرة ضرورية لصحتنا وعافيتنا:
تنظيم درجة الحرارة: تتعرق البشرة لتبرد الجسم وتقلص جهاز الأوعية الدموية في الأدمة للحفاظ على الحرارة.
تنظيم الإحساس: تجعل النهايات العصبية البشرة حساسة للضغط والإهتزاز واللمس والألم ودرجة الحرارة.
التجدَد: البشرة قادرة على إصلاح الجروح.
مصدر للغذاء: تعمل الخلايا الدهنية تحت الجلد كوحدات تخزين هامة للمواد المغذية. فعندما يحتاج الجسم لهذه المواد، تمر عبر الأوعية الدموية المحيطة و تنقل إلى المكان الذي يحتاج إليها.
تلعب البشرة دوراً نفسياً هاماً. بما أنها المؤشر الأبرز للصحة، تؤثر حالة بشرتنا على نظرتنا لأنفسنا ونظرة الآخرين إلينا. عندما تكون البشرة بصحة جيدة وخالية من المشاكل تكون قادرة على القيام بعملها بشكل أفضل ونشعر أكثر بالراحة والثقة.
ماذا يحدث عند تتلف البشرة؟
تكون البشرة السليمة والخالية من المشاكل متساوية اللون و ذات ملمس ناعم ورطبة بشكل جيد وحساسة بشكل ملائم للمس والضغط ودرجة الحرارة. عندما يكون الحاجز الطبيعي للبشرة مضطرب تتأثر وظيفته الواقية ومظهره الصحي:
• تفقد الرطوبة والمرونة ويمكن أن يصبح مظهرها وملمسها جاف وخشن ومتصدع أو/و مترهل.
• تصبح بغاية الحساسية للتأثيرات الخارجية (مثل الشمس والتغيرات في درجات الحرارة) وعرضة للعدوى بشكل خاص.
يمكن أن تصبح البشرة المصابة ملتهبة عند محاولة الخلايا الإلتهابية المناعية إصلاح الحاجز التالف وشفاء العدوى. وفي حالة التهاب الجلد التحسسي و حكة فروة الرأس غالباً ما يكون هناك حاجة إلى علاج متخصص للتخلص من هذه الحلقة المفرغة من الحكة المتكررة والحد من العدوى والمساعدة على تجديد حاجز البشرة الطبيعي.
لدى البشرة آليات تجدد وإصلاح مختلفة. تضمن الطبقة القاعدية التجدد المستمر للبشرة من خلال الانقسام المستمر للخلايا:
• إذا اقتصرت الإصابة على طبقة الجلد العلوية يمكن للأضرار (المعروفة بالتآكل) أن تلتئم بدون تندب.
• إذا وصل الضرر إلى الأدمة وتأثر الغشاء القاعدي (مثل القرحة) يظهر التندب عادة.
يتبع التئآم الجروح عدة مراحل متتالية:
1.يشكل الدم المخثر غشاءاً ذو سطح صلب ملتصق بالجرح (قشرة أو جلبة).
2. تفكك الإنزيمات الخلايا الميتة والتالفة وأنسجتها الضامة و تذيبها.
3. تنشط الخلايا التي تحمي الجسم عن طريق هضم البكتيريا الضارة والخلايا الميتة. وتتدفق السوائل اللمفاوية في الجرح.
4. تتكون خلايا جديدة - بما في ذلك البراعم الشعرية والأنسجة الضامة وألياف الكولاجين - من خلال عملية تعرف بالإندمال بتشكل النسيج الظهاري.
يمكن تحفيز ودعم هذه المرحلة الأخيرة عن طريق استخدام المنتجات الموضعية التي تساعد على الشفاء (على سبيل المثال: Dexpanthenol).
اقرأ المزيد حول العوامل التي تؤثر على صحة البشرة وحول كيفية الحفاظ على بشرة صحية في العوامل التي تؤثر على البشرة و العناية ببشرة الجسم و الروتين اليومي للعناية ببشرة الوجه.